المساعدات تتدفق على غزة “على نطاق واسع” لكن الاحتياجات الهائلة لا تزال قائمة: أوتشا ومنظمة الصحة العالمية

قال موظفو الإغاثة الإنسانية التابعون للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن المساعدات تدخل غزة “على نطاق واسع” بما يتماشى مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي شهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين وإعادة توحيد العائلات، لكن الاحتياجات الهائلة لا تزال قائمة في جميع أنحاء القطاع المدمر.

في اليوم الثالث من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني، رحب مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا ) بـ”زيادة” المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى القطاع، بعد 15 شهراً من القصف الإسرائيلي المدمر.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه إن شاحنات المساعدات بدأت في دخول غزة “بعد دقائق قليلة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد”. وأضاف “حتى الآن – خلال هذين اليومين الأولين من الدخول – لم ترد أي تقارير عن أعمال نهب أو هجمات ضد عمال الإغاثة”.

مئات الشاحنات
دخلت أكثر من 900 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة اليوم الاثنين، مع استمرار الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بحسب السلطات الإسرائيلية والدول الضامنة لوقف إطلاق النار، الولايات المتحدة وقطر ومصر.

وبينما كان الصراع محتدماً، بسبب الهجمات الإرهابية التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تقلص شريان المساعدات إلى غزة إلى ما لا يزيد عن 50 شاحنة يومياً.

وقال السيد ليركه: “أخيرًا، بدأت المساعدات تدخل على نطاق واسع. وأخيرًا، تم إطلاق سراح المزيد من الرهائن ويمكن لم شملهم مع عائلاتهم، وأخيرًا، تم إطلاق سراح النساء والقاصرين من الاحتجاز. إنه أمل هائل، هش ولكنه حيوي؛ يجب أن يصمد هذا الاتفاق “.

معالجة الندبات الجسدية والعقلية
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في جنيف إن الأولويات العاجلة لسكان غزة تشمل “إدخال الغذاء، وفتح المخابز، والحصول على الرعاية الصحية، وإعادة تزويد المستشفيات، وإصلاح شبكات المياه، وإصلاح الملاجئ، ولم شمل الأسر”. وأضاف ” لقد قمنا بالكثير من الأشياء طوال الوقت، لكنها لم تقترب حتى من النطاق المطلوب . وهذا ما نأمله ونعمل من أجله حتى نتمكن من القيام به الآن”.

ولطالما أكد العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة أن سكان غزة بالكامل ــ أكثر من مليوني شخص ــ يعتمدون على مثل هذه الضروريات. ومن بينهم الأطفال، الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع، “ويعيش الكثير منهم على وجبة واحدة فقط في اليوم”، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث له.

“يتعين علينا ـ وسوف نفعل ـ أن نزيد من حجم المساعدات التي نقدمها من خلال هذا الافتتاح. فالجوع منتشر على نطاق واسع، والناس بلا مأوى؛ والأمراض والإصابات منتشرة على نطاق واسع. والأطفال منفصلون عن بعضهم البعض، وهناك سحابة من الصدمات النفسية العميقة التي تخيم على غزة والتي تحتاج إلى معالجة”.

استمرار حالة الطوارئ الصحية
ويجب أيضاً تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة في جميع أنحاء غزة حيث لا يعمل واحد من كل مستشفيين، بينما تعمل مستشفيات أخرى جزئياً فقط، كما تعرضت غالبية المرافق الصحية لأضرار، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة .

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش: “الفكرة هي محاولة توفير المرافق الصحية لسكان غزة بأسرع ما يمكن، مع التركيز على الرعاية الطارئة وصحة الأم والطفل وغيرها من المجالات”.

وأضاف: “لا ينبغي لنا أن ننسى المناطق الأخرى، فهناك 12 ألف مريض ما زالوا بحاجة إلى الإجلاء خارج غزة. ونحن بحاجة إلى التأكد من أن هؤلاء الأشخاص يمكنهم الذهاب وتلقي الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها.