عقد من الصراع: “ما يقرب من 40 مليون يمني انتظروا وقتًا أطول مما ينبغي”
أطلع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ومسؤول مساعدات كبير مجلس الأمن يوم الأربعاء على التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على استمرار الأعمال العدائية الناجمة عن الصراع الأهلي الطويل الأمد – والذي امتد الآن إلى جميع أنحاء المنطقة – في العقد الثاني.
وسلط المبعوث الخاص هانز جروندبرج الضوء على الاتجاه المثير للقلق للتصعيد الذي أثارته قوات الحوثيين في اليمن والتي بدأت بمهاجمة الشحن الدولي في البحر الأحمر العام الماضي دعماً لعمليات حماس في غزة، مما أثار ضربات انتقامية من قبل دول متعددة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل.
وقد أدت هذه الضربات، إلى جانب الهجمات على موانئ اليمن على البحر الأحمر ومطار صنعاء الدولي، إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية وتعطيل العمليات الإنسانية في الأشهر الأخيرة.
وأكدت منسقة الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة جويس مسويا أن مثل هذه الإجراءات لها عواقب بعيدة المدى ، مشيرة إلى أن البنية التحتية الأساسية التي تعتبر حاسمة لجهود الإغاثة الإنسانية “يجب الحفاظ عليها” لأن إضعاف عملياتها “يسبب مصاعب ومعاناة مدنية مباشرة وهائلة”.
عواقب إنسانية وخيمة
لقد أدى التأثير الإنساني للصراع إلى عدم قدرة ما يقرب من نصف سكان اليمن – أكثر من 17 مليون شخص – على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
ويرجع هذا جزئيا إلى الانخفاض الشديد في عمليات الموانئ. ويعتمد اليمنيون على الواردات في أكثر من ثلثي احتياجاتهم الغذائية ــ وخاصة عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر ــ و90 في المائة من إمداداتهم الطبية.
ونتيجة لتصاعد القتال منذ تورط الحوثيين (المعروفين رسميا باسم أنصار الله) في الصراع في غزة، انخفضت الشحنات عبر الموانئ إلى 30% من طاقتها الكاملة.
وفي الوقت نفسه، تؤثر حالات تفشي وباء الكوليرا وسوء التغذية بشكل غير متناسب على النساء والأطفال والفئات المهمشة.
الطريق إلى السلام
وأكد المسؤولان الكبيران على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وموحدة. وقال السيد جروندبرج: “يتطلب الاستقرار الإقليمي، جزئياً، تحقيق السلام في اليمن” .
وشدد على أهمية وقف إطلاق النار على مستوى البلاد والالتزامات الملموسة من جميع الأطراف لمعالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن، بما في ذلك توحيد البنك المركزي واستئناف تصدير النفط.
وقد أطلق مكتبه سلسلة من الحوارات السياسية، مع إعطاء الأولوية للمشاركة الفعالة للمرأة والشباب، لبناء رؤية شاملة لمستقبل اليمن.
وأضاف أن “هذه الجهود حاسمة في وضع الأساس لعملية سياسية أوسع نطاقا” .
ودعا أيضا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفيا، مشددا على المعاناة العميقة التي يعيشها الأفراد والأسر المعنية.
دعوات لاتخاذ إجراءات فورية
وحثت السيدة مسويا مجلس الأمن على ضمان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية البنية التحتية الحيوية وتمويل العمليات الإنسانية بالكامل.
وأعربت عن تفاؤل حذر، مشيرة إلى “تقدم متواضع ولكن مستدام” في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك عبور الخطوط الأمامية في مدينة تعز الجنوبية المتنازع عليها لأول مرة منذ عام 2016.
وقال السيد جروندبرج: ” إن وحدة هذا المجلس ورسائله المتسقة للأطراف بشأن أهمية التوصل إلى تسوية تفاوضية ستكون محورية في الأشهر المقبلة “.
وأكد كبار المسؤولين الأمميين أن الحل السياسي الدائم يظل السبيل الأكثر جدوى لإنهاء المعاناة في اليمن.